السبت، 30 يناير 2016

السيطرة على العقول وصناعة الدمى في الحرب الناعمة - الجزء الأول -


أظنّ أنّك تتذكر تجربة في طفولتك ،لمّا كنت تحاول زرع حبة حمص في صحن به قطن وتنتظر بشوق لتشاهدها كيف تنمو وتكبر.. فكذلك الأفكار اليوم، إذا أسقطنا هذا المثال على التلاعب بالعقول، ستجد حبات الحمص هي الأفكار التي تزرع في دماغك، أحيانا من طرف الإعلام أو أشخاص فتكبر مع الوقت لتجد نفسك تتبنّاها وعن قناعة...وبذلك يكون قد تمت السيطرة عليك أو على شعب ما، دون الحاجة للأساليب التقليدية أي الإحتلال العسكري او ما شابه من جيوش ضخمة فاللعبة تغيرت.. تلك هي حرب العصر الجديد أو ما يطلق عليها بالحرب الناعمة.. فمن خلال قناة إعلامية يمكنك أن تصنع جيش يفوق جيش هتلر في الولاء والانصياع.. يمكنك أن تخرج ملايين الحمقى للشارع أو تجعل شعب يتمرّد ويدخل في حرب أهلية...




أغلبنا يعرف الخلايا اللمفاوية أقصد الخلايا البيضاء المسؤولة عن معاداة أي جسم دخيل أو فيروس يحاول أن ينال من جسمك كذلك للعقل خلايا بيضاء تعادي وتحارب اي فكرة تحاول الدخول وذلك بناءا على عقليتك ومبادئك المكتسبة من تأثير محيطك أو عادات قومك وآبائك.. فتجد عقلك الواعي يرفض الفكرة مباشرة..



في هذه الحالة تتدخل المشاعر لأروّضك ببعض العاطفة وأجعلك تقتنع بفكرتي وتتبع منهجي فما عليّ الاّ برش فقط بعض المشاعر على أفكاري لتخترق جدارك الذي تظنه منيعا مرورا بعقلك الواعي الى عقلك الباطن.. وكأنّي زارع حبة حمص كما في مثالنا لتنمو مع مرور الوقت داخل دماغك بل لتترسّخ وأكون قد صنعت منك دمية تابعة..

عندما تنتهي من قراءة كتاب ليس بالضرورة أن تعتقد انّك أصبحت تعلم الحقيقة وجلّ ما صببته في دماغك علم تحتجّ به  ولو كلّفك ذلك الكتاب شهورا مستندا على انه علم ثابت  فالكتب مملوءة بالسموم وكل شيء نسبي لا توجد حقيقة مطلقة إلاّ في كتاب الله محكم التنزيل فجميع الكتب تفتتح
بالاعتذار في مقدمتها عن أي اخطاء الا كتاب الله يبدأ بــ

﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)
(سورة البقرة2)


يتخاطر في ذهنك الآن سؤال وهو كيف لي أن أحمي نفسي وأكتسب مناعة فكرية !
أنت لا تريد أن يكون دماغك بمثابة صحن قطن لتزرع فيه أيّ أفكار.. عزيزي عزيزتي أوّلا يجب أن نتعرّف على أساليب ولغة العدو لنضع خطة واستراتيجية محكمة للدفاع
قبل أن نتكلّم عن المناعة الفكرية في الجزء الثاني سنغوص أكثر في الأساليب الماكرة ففي هذا الجزء لم نتطرق إلّا لنقطة واحدة تمهيدية... يتبع --->

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة مدونة محمد 2009 -2019

تصميم : Modawenon-Team